بسم الله الرحمن الرحيم
مقال: بين أنفاق المجـ..ـاهدين وخنادق الشهـ..ـداء
ستكون غـ..ـزة مقبرة لكيان يهـ..ـود ومن والاه
كتبته: م. زينب بن رحومة
============
إن هول ما يحدث في غـ..ـزة ينطق له الحجر والشجر، ويعجز اللسان عن وصفه، وكل الكلمات لا يمكن أن تنقل ولو ذرة من فظاعة الجـ..ـرائم. غـ..ـزة تحرق وتباد بينما أمة الإسلام في المقابل تكتفي بالمشاهدة والنحيب على المجازر والمحارق!
إن الله عز وجل هو العدل فلا يستوي عنده من باع دنياه ابتغاء مرضاته وقدم نفسه وأبناءه فلذات كبده محتسبا أجره على الله ثابتا حامدا شاكرا فحق عليه قوله جلا وعلا ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ﴾، وقوله سبحانه ﴿أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.
فبين الخنادق التي تحفر لتحمل رفات آلاف الشهـ..ـداء وبين أنفاق المجـ..ـاهدين أصحاب الملاحم والبطولات، روعوا العدو الغاصب وأثبتوا أن هذه الأمة رغم استحكام الغرب وخيانة الحكام وتواطؤ كل أذناب الكفر عليها إلا أنها ولادة خلاقة قادرة على قلب الموازيين. فما دام في هذه الأمة رجال لا تلهيهم الحياة الدنيا عن المضي في سبيل إعلاء كلمة الله فلا خوف عليها بإذن الله.
ففي ذروة الأزمة والابتلاء يبعث الله عز وجل آيات لتبث الأمل وترفع المعنويات وتشحذ الهمم. فترى المجاهـ..ـدين يدكون حشود العدو، من تحت الركام والأنقاض يكتب تاريخ للنصر والتمكين وكأننا أمام جيـ..ـش يملك كل التقنيات والمعدات واللوجستيات التي تملكها أقوى الجيـ..ـوش في العالم. فكيف لو كانت هناك دولة منيعة قوية تحمل الإسلام رسالة رحمة وعدل وتجيش الجيوش لحماية المنكوبين والدفاع عن المستضعفين والمضطهدين؟!
فبشراكم يا أهل غـ..ـزة، بشراكم أيها المجـ..ـاهدون الصابرون لنصرة دين الحق فقد بعتم أنفسكم رخيصة في سبيل الله. وإن وعد الله حق، فكما مكن لسيدنا محمد ﷺ فسيمكن للمخلصين من بعد الظلم والخوف لتعلو راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ويعود الإسلام نظاماً للحياة.