حزب التحرير المغرب

خبر وتعليق: التعاون مع المنظمات الدولية غطاء لإدخال الأفكار الغربية للشباب المسلم

د. عمر باذيب – ولاية اليمن

الخبر:
في خطوة نحو تعزيز التبادل الثقافي والفكري بين الشباب اليمني والأمريكي أعلنت مؤسسة حضرموت تنمية بشرية بالتعاون مع منظمة أمديست عن تعزيز شراكتهما الاستراتيجية.
(موقع المؤسسة)
التعليق:
في ظل الصراع الحضاري المحتدم بين الإسلام والكفر، والذي يتخذ أشكالاً عدة ليس آخرها حرب غزة، يطل علينا من يفترض أنه من الأمة الإسلامية بهذه البجاحة والجرأة في إعلان التعاون الفكري والثقافي والحضاري مع أمريكا رأس الكفر!
إن الكفر ملة واحدة والأمة الإسلامية أمة واحدة من دون الناس، فمسلمو غــ..زة إخوة لمسلمي اليمن ومسلمو ميانمار إخوة لمسلمي السودان، وكفار واشنطن إخوة لكفار تل أبيب، والسفارة الأمريكية في الرياض هي السفارة الأمريكية نفسها في كيان يــ..هود.
إن الأمة الإسلامية اليوم تخوض حربا ضروسا بوصفها أمة إسلامية توحدت مشاعرها وأفكارها على أمل توحدها في كيان سياسي واحد، تخوض حربا لا هوادة فيها ضد الكفر وقيادته المتمثلة في أمريكا وبريطانيا وكيان يــ..هود والاتحاد الأوروبي وروسيا وغيرهم. إن هذه الحرب اليوم يخوضها أهل غــ..زة عـ..سكريا نيابة عن جميع المسلمين بعد أن خذلهم حكامهم وجيــ..وشهم، وتخوضها الأمة جميعها فكريا وحضاريا بلفظ وفضح وكشف الحضارة الغربية وثقافتها وأسلوب عيشها ضاربة عرض الحائط بكل مفاهيم الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان بعد أن كشفتها حرب غــ..زة وبعد أن كشفت العدو من الصديق والمنافق من المؤمن.
فلمصلحة من تعمل مؤسسة حضرموت؟ لله ورسوله والمؤمنين أم للشيطان وأعوانه؟!
إن أشد معركة تخسرها أمة هي خسارة المعركة الفكرية الحضارية، وإن مؤسسة حضرموت بتعاونها مع المنظمات الأمريكية لأجل التبادل الفكري والثقافي تطعن في ثقافة المسلمين وأهل حضرموت طعنة نجلاء، فأي ثقافة وأي فكر يرتجى ممن يقتل المسلمين في غــ..زة؟! أي حضارة وأي فكر يرتجى ممن يصرح أن أمريكا دولة مثلية؟! أي حضارة وأي فكر يرتجى ممن يجعل وجود كيان يهود في بلاد المسلمين قضية مصيرية له؟!
إن ما حدث في الفترة الماضية من ازدياد موجة الإلحاد والعلمانية هو بفعل مثل هذه الاتفاقيات التي تستورد عبرها الأفكار الغربية والحضارة الساقطة المنحلة ليحملها أبناؤنا ولكي نكتوي بنارها ونخوض نضالا عسيرا لمحوها لاحقا.
إن هذا السلوك لا يمثل الإسلام ولا يمثل أهل حضرموت ولا يمت لهم بصلة ولا يخدم طلاب العلم وأهل الثقافة والفكر، إنما هو جزء من الهزيمة الفكرية والتبعية العمياء التي يقودها حكام المسلمين عبر كل المنابر خدمة لأعداء الإسلام.
إننا نعبر بكل وضوح عن رفض مثل هذه المشاريع وأشباهها مما يخضع لدعم السفارات الغربية ومنظماتها ومنظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها ممن تحمل الفكر الغربي في قالب الدعم والتبادل الثقافي والفكري والتي هي في الحقيقة تستهدف الشباب المسلم والأسرة المسلمين والنسيج المجتمعي المسلم. قال ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
إن هذا الواقع السيئ حري بأن يدفع المسلمين دفعا للعمل لإقامة الخــ..لافة ونصب إمام للمسلمين يبايع على الحكم بالإسلام فيقاتل المسلمون جميعا خلفه الكفر ويتقوا الله به بتطبيقه أحكام الإسلام في جميع أنظمة الحياة.