إن طـ..وفان الأقـ..صى قد ترك في الأمة والعالم أثراً سيكون له ما بعده؛ فقد ترجم قوله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ واقعاً مشخصاً أمام أبصار العالم.
وقد بيّن أن كيان يــ..هود أوهن من بيت العنكبوت، وأن كل الحروب التي خاضها وزعم النــ..صر فيها لم تكن إلا معارك صورية يثبت خلافها السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، ومعركة الكرامة، ومعركة القدس، وحــ..رب السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973م لولا حيلة الخيانة التي أردفتها.
كما بيّن أن كل ما يدعيه هذا الكيان المسخ من تفوق عــ..سكري وتكنولوجي يذوب مع جبنه، وبكاء جــ..نوده وفرارهم مع قادتهم إلى الملاجئ مذعورين تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت.
كيف لا وهم الذين قال الله فيهم: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾، وقد قطعوا حبل الله بكفرهم وقــ..تلهم الأنبياء، ولم يبق إلا حبل الغرب ثم أتباعه من حكامنا الذي توشك الأمة أن تقطعه.
وإن كيان يــ..هود على جبنه هذا لم يكن ليجرؤ على ما فعل بغــ..زة والضفة ولبنان لولا أنه مطمئن إلى أن حكام المسلمين يشاركونه جريمته ضد الأمة الإسلامية وعواصمها وحواضرها، فهم يعتبرون أن تحرك الأمة فناء له ولهم، وهم يد واحدة مع الغرب الكافر في حربه على الأمة.
إن صورة مــ..جاهدي غــ..زة والمــ..سافة صــ..فر ستبقى في ذاكرة الأمة مستحضرة صورة السلف الصالح في جــ..هادهم وعزتهم، ومحفزة للأمة أن تحذو حذوهم، وما مــ..اهر الجــ..ازي وحــ..سن التــ..ركي ومــ..حمد صــ..لاح وإخوانهم، إلا صورة معبرة عن الأمة في تطلعها لتحــ..رير فلســ..طين، وقد ظهر هذا التعبير في جنازة حــ..سن التــ..ركي، وفي هتافات أهل الأردن أنهم كلهم الجــ..ازي وأنهم يتوقون لتحــ..رير فلســ..طين والصلاة في المسجد الأقــ..صى.
إن الأمة الإسلامية مستعدة لأن تخوض معركتها، وأن تنقلها من مــ..قاومة جماعات، إلى حالة عامة تتمثل في تحرك الجــ..يوش، بحاضنة من أمتهم التي تتوق إلى معاني الجــ..هاد والتحــ..رير والفــ..تح والنــ..صر، فجــ..يوش مصر والأردن وتركيا وباكــ..ستان…إلخ، شأنها شأن المسلمين في كل بقاع الأرض، تتوق إلى المعــ..ركة الفاصلة التي تجتث بها كيان يــ..هود من جذوره، ولكنها الأنظمة المجرمة التي تقيدها وتحول بينها وبين الجــ..هاد في سبيل الله، وهو مما يوجب أن يكون السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م حافزا للمخلصين في الجــ..يوش ليحطموا القيود ويطيحوا بالعروش، ويزيلوا الحدود، ويحرروا أمتهم من أغلال الحكام عملاء أمريكا ويــ..هود، وعندها ستلتحم الأمة مع جــ..يوشها، وتنهض لحمل رسالتها في ظل قيادة ربانية يتنزل عليها نــ..صر الله تعالى فتذيق أمريكا وأشياعها ذل الهزيمة والانكسار.
وإن أعداءنا من الغرب الكافر ويـ..هود، يرقبون حراك أمتنا ويدركون تمام الإدراك أنها توشك أن تأخذ بحلاقيم الأنظمة العميلة التابعة لهم، ولذلك هم يسابقون الزمن ويعملون على تحطيم قواها، ويأتون بجــ..يوشهم ليضربوا بها حواضرها لعلهم يعيقون طــ..وفانها الذي سيجتثهم، فعدونا في حالة دفاع، وإن بدا أنه هو الذي يبادر بالهجوم، ولكنها معركة بقاء بالنسبة له، ومخاض ولادة بالنسبة لنا.
إن العالم اليوم قد لمس كم هو منحط في قيمه ونظمه، وكم أجرم سياسيوه وحكامه في حق البشرية، وكم أنهم متعطشون للدماء، وأن هذا العالم لم يعرف شقاء كشقائه بالحضارة الغربية التي ادعت المثل والقيم والإنسانية وجعلت من نفسها مركز الأخلاق للعالم! فانكشف الزيف، وما بقي إلا أن تضع الأمة الإسلامية مشروعها الحضاري بديلاً منقذاً للبشرية جمعاء.
ولم يبق للأمة الإسلامية وجــ..يوشها إلا أن تتحرك تحركاً على مستوى الحدث، على مستوى السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، وعلى مستوى المــ..عركة التي يخوضها الكافر وأعوانه علينا مجتمعا، وعلى مستوى إنقاذ البشرية، مزيلة عنها غبار الوهن وشعور العجز، فهي الأمة الوحيدة التي تستطيع أن تغير وجه التاريخ.
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين
التاريخ الهجري 4 من ربيع الآخر 1446هـ
التاريخ الميلادي الإثنين, 07 تشرين الأول/أكتوبر 2024م