حزب التحرير المغرب

خبر وتعليق: الغفران!

كتبه: أ. حسام الدين مصطفى

الخبر:
يواصل أرشيف جيــ..ــش كيان يهــ..ـــود الكشف عن مواد نادرة من حــ..ــرب 1973 التي تحل ذكراها وفق التقويم اليهـــ..ــــودي يوم السبت (يوم الغفران اليهودي)، ومنها تسجيل لاجتماع المجلس الوزاري المصغر قبل 51 عاما.
وتقول هيئة البث الرسمية لكيان يهــ..ــود إن التسجيلات التي تم نشرها من مناقشات الكابنيت آنذاك تثبت أنه حتى بعد 51 عاماً، فإن النقاش يكاد يكون هو نفسه “وعلى رأس كل شيء، التصريحات القاطعة التي أدلت بها رئيسة الوزراء غولدا مائير حول الالتزام تجاه الجنود الذين وقعوا في الأسر”.
التسجيل الذي تبلغ مدته حوالي ساعة، وثّق جلسة مغلقة لمجلس الحــ..ــرب في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1973 وفيها تمّت المناقشة على خلفية المحادثات لاستعادة الأســ..ــرى التي جرت بوساطة الولايات المتحدة. ومما ورد في هذه التسجيل حديث غولدا مائير عن نظرتهم لأسراهم في مقابل نظرة الحكام العرب إلى أسراهم عند العـ.ــدو.
التعليق:
في هذا التسجيل التاريخي، يسمع صوت رئيسة حكومة الاحتـــ..ـــلال الراحلة غولدا مائير وهي تقول في فترة حــ.ــرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، متحدثة إلى جمهور ضم وزير جيــ..ــش يهـــ..ـــود موشيه ديان وعدة جنرالات كبار في الجيــ..ـــش: “سيتم التسامح مع الكثير من الأمور، ولكنْ هناك شيء واحد لن يتم التسامح معه – الضعف. اللحظة التي يتم تصنيفنا فيها كضعفاء، تكون النهاية”.
فدولة يهـــ..ـود تبقى ببقاء هالة الرعب التي أٌحيطت بها، فإن زلزلت هذه الهالة – وقد حصل ذلك – بانت حقيقة ما تحتها، فهم ليسوا أهل حرب ولا قــ..ــتال.
من زاوية أخرى يكشف التسجيل كيف أبلغ الوسطاء في الأمم المتحدة غولدا مائير بأن الدول العربية تعلم مدى تقدير يهــ..ـــود لأسراهم وتستغل هذا كوسيلة ضغط. فقالت مائير: “هؤلاء الناس مثل حدقة أعيننا، وهم يستغلون ذلك”. وأشارت إلى أنه على عكس دولتهم، لم تتصرف الدول العربية بالطريقة نفسها لإعادة أسراها.
وقالت مائير للحاضرين: “إذن ماذا؟ هل يجب أن نتوقف عن الاهتمام بالناس؟”. وأضافت: “لكننا بالتأكيد لسنا متساوين هنا، وآمل وسأقبل أن يرتقوا إلى مستوانا، ولكن حاشا لله أن نسقط إلى مستواهم. هذا يعني بالنسبة لهم، عندما يصبح من الضروري بذل جهد لتحرير الأســ..ــرى، ليس لأسباب إنسانية، بل لأسباب سياسية، يسمونه حفظ ماء الوجه”.
إن هذا الكلام لا يزال واقعه قائما، فأرواح المسلمين ودماؤهم التي سفكت وتسفك صباح مساء لا تحرك ساكنا عند أي حاكم من حكام المسلمين، ولا تعني لهم شيئا فكيف بالأسرى عند العــ..ــدو؟
غولدا مائير تصف جنودها بحدقة العين، وحكام المسلمين لا ينظرون إلى ما يزيد عن 40 ألف روح أزهقت في غـــ..ـــزة إلا قذى في أعينهم يريدون التخلص منه بأسرع وقت. أما الجوعى والعطشى والجرحى والأســ..ــرى فهؤلاء عندهم هباء في هباء.
عندما كنا أمة عزيزة لها دولة عزيزة وحكام يعرفون معنى العزة كان لكل مسلم ومسلمة قيمة ووزن، فتحرك الجيـــ..ــــوش لنصرتهم أو تحريرهم أو لتأديب من يروعهم. أما اليوم فإن غـــ..ـــزة لا بواكي لها، فحتى الشجب والاستنكار لم يعد يسمع من حكام المسلمين، وأمثلهم طريقة يعتبر نفسه وسيطا محايدا!
هذا حال الحكام، ولكن ماذا عن بقية المسلمين وخاصة أهل القوة والمنعة فيهم؟
يهــ..ـــود يحيون يوم (غفرانهم) ظنا منهم أن الله سبحانه سيتجاوز عن مجازرهم وتدميرهم الحجر والشجر، وسيغفر لهم كل إفسادهم في الأرض في هذا الزمان، هذا شأنهم، ولكن كيف هو شأن الساكتين من أمة الإسلام، وخاصة من بيدهم قوة تغيير الواقع من جيـــ..ـــوش وهم يرون ما يرون ولا يحركون ساكنا؟! ما هو عذركم عند الله يوم تقفون بين يديه؟! وأي غفران تأملون؟!